هناك اضطراباتٌ كثيرة يُمكن أن يكونَ لها أثر سَلبي من حيث القُدرَة على الكلام والتَّواصُل مع الآخرين.
وهي تتراوح من نُطق الأصوات على نحوٍ غيرِ سليم، إلى انعدام القُدرة على الكلام أو على فَهمه. ومن جُملة أسباب تلك الاضطرابات: • التَّوَحُّد. • إصابة أو أذيَّة دماغيَّة. • عَجز نَمائي أو تطوُّري. • الصَّمَم واضطرابات السَّمع المختلفة. • اضطرابات التَّعَلُّم. • مُشكلات الكلام، كالتأتأة مثلاً. • السَّكتات. • مشكلات الصَّوت. من الممكن أن يكونَ قسمٌ من مشكلات التواصُل وِراثيّاً. لكنَّ السَّببَ يظل غيرَ معروف في مُعظَم الحالات. ويكون لدى نحو خمسة بالمائة من التلاميذ في الصف الأول مشكلاتٌ ظاهِرة في الكلام. لكنَّ المعالجَة الكلامية واللغوية تكون مُفيدة لهم.
مقدِّمة
يُمكن أن يكونَ لاضطرابات اللغة والكلام تأثيرٌ سلبي في قُدرة الإنسان على الكلام والفَهم والقراءة والكتابة. من الممكن أن تنشأ لدى الأطفال اضطراباتُ اللغة والكلام بسبب ظُروفٍ كان لها تأثيرٌ سلبي في تطوُّر الدّماغ قبل الولادة وفي أثنائها وبعدها. كما يُمكن أن تنشأ هذه الاضطراباتُ عند الكِبار أيضاً نتيجة الإصابة بالسَّكتة أو بسبب أذيَة رضّية دِماغيَّة أو أورامٍ دماغيَّة. وتكون المعالجةُ مفيدةً في كثيرٍ من هذه الحالات. يُناقش هذا البرنامَجُ التثقيفي اضطرابات اللغة والكلام. وهو يتضمَّن معلوماتٍ عن أعراض هذه الاضطرابات وأسبابها وتشخيصها ومُعالَجتها.
تعريف
يُمكن أن يكونَ لاضطرابات اللغة والكلام تأثيرٌ سلبي في قُدرة الإنسان على الكلام والفَهم والقراءة والكتابة. هناك أنواعٌ كثيرة من اضطرابات الكلام. وهناك أيضاً أنواع مختلفة كثيرة من اضطرابات اللغة. الكلامُ واللغة أمران منفصلان مُستقلان؛ فالكلام هو الوسيلة اللفظيَّة للتواصُل. وهو عمليَّة إنتاج أصواتٍ يفهمها الآخرون. تُشير كلمةُ "لُغة" إلى قواعِد تتعلَّق بمعاني الكلمات وكيفية صُنعِها وتركيبها ووضعها معاً في جُملٍ. وهي قواعُد مُتوافَق عليها في المُجتَمع. يَعرِف كلُّ من يتكلَّم العربية أن كلمة "شغت" مثلاً لا معنى لها، لكنَّهم يعرفون جميعاً أنها تُجمَع على "شغتات". تشير كلمة لُغة أيضاً إلى القُدرة على استخدام وفَهم الكلام المنطوق أو المكتوب. وقد تكون لدى الشَّخص المُصاب باضطرابات اللغة مشكلة في التَّعبير عن حاجاته أو رَغباتِه. كما قد يُعاني أيضاً من صعوبة فهم ما يقوله الآخرون.
اضطراباتُ الكلام
تختلف أعراضُ اضطرابات الكلام واللغة باختلاف نوع الخَلَل الذي يعاني منه الشخص. ولا يشمل هذا البرنامجُ كلَّ الأعراض المتعلِّقة باضطرابات الكلام واللغة. تُصَنَّف أعراضُ اضطرابات الكلام ضمن مجموعات تبعاً للجوانب المختلفة التي يُصيبها الخلل. ويُمكن أن تكونَ لدى الشخص المصاب باضطراب الكلام صُعوبات في واحدٍ أو أكثر ممَّا يلي:
الطَّلاقَة.
التَّلَفُّظ.
الصوت.
تُشير كلمةُ "طَلاقَة" إلى تدفُّق الكلام وانطلاقه. وقد يكون كلامُ الشخص المُصاب باضطراب الكلام متقطِّعاً بفعل أصوات أو مقاطع صوتية أو كلمات مُكَرَّرة أو ممطوطة أو محذوفة. وتُعدُّ التأتأة أحدَ الأمثلة على مُشكلات الطلاقة. تُشير كلمةُ "التَّلَفُّظ" إلى كيفية إنتاج الأصوات لدى الشخص. وقد يعاني الشخص المُصاب باضطراب الكلام من مشكلة في إنتاج الأصوات على نحوٍ سليم؛ فمثلاً، يمكن أن يعاني هذا الشخصُ من الثأثأة، أي أنَّه يستخدم حرف "الثاء" بدلاً من حرف "السين". تتعلَّق مُشكلةُ الصوت بطبيعة الصوت الذي يُصدِره الشخصُ المُصاب باضطراب الكلام، إذ يمكن أن يُصدرَ صوتاً أكثر ارتفاعاً أو انخفاضاً من الحدِّ الطبيعي. كما يُمكن أن يكونَ للصوت طابَعٌ غَريب نتيجة اضطراب الكلام. من الأعراض الشائِعة لخلل الطَّلاقة:
إضافة أصوات أو كلمات زائدة إلى الجمَل.
رفرفة سريعة للعينين أو حركة عنيفة للرأس في أثناء الكلام.
ترديد أصوات أو كلمات أو أجزاء كلمات (تأتأة).
من الأعراض الشائِعة لاضطرابات التَّلَفُّظ:
تغيُّر الأصوات أو تَشَوُّهِها، كأن يقول الشخصُ "تيف" بدلاً من "كيف".
حذف أو إضافة أصوات أو تغييرها أو إبدالها، كأن يقول الشخص "مكّور" بدلاً من "مكسور".
أغلاط الكلام، كأن ينطق الشخصُ حرفاً بدلاً من حرفٍ آخر، مثلاً "عديب" بدلاً من "عجيب".
ومن الأعراض الشائعة لاضطرابات الصوت:
صوت مُتَحَشرِج أو أجَش.
تغيُّر طابع الصوت على نحو مفاجئ.
شدة ارتفاع الصوت أو شدة انخفاضه.
اضطراباتُ اللغة
تنقسم اضطراباتُ اللغة إلى فئتين: اضطرابات استِقباليَّة واضطرابات تعبيريَّة. تكون لدى من يُعاني اضطراباً استقبالياً مُشكلةٌ في فهم اللغة. أمَّا المُصابُ باضطرابٍ تعبيري، فهو يعاني صُعوبات في استخدام اللغة من جانبه. إنَّ للاضطرابات الاستقبالية تأثيراً سلبياً من حيث قدرةُ الشخص على فَهم ما يسمعه. ومن أعراضها الشائعة:
صعوبة فهم ما يقوله الآخرون.
صعوبة تلقِّي أيَّة تعليمات منطوقَة.
مشكلات في تنظيم الأفكار.
للاضطرابات التعبيرية تأثيرٌ سلبي من حيث قُدرةُ الشخص على التعبير عن نفسه بالكلام. ومن أعراضها الشائعة:
صعوبة تجميع الكلمات لتكوين جُمَل.
إغفال بعض الكلمات من الجملة.
صعوبة في العُثور على الكلمة المناسبة عندَ الكلام. وهذا ما يؤدِّي إلى استخدام أصوات لا معنى لها لملء الفراغات، وذلك من قبيل "آ" أو "مم".
تكون لدى بعض الأشخاص أعراضُ الاضطرابات الاستقبالية والتعبيرية معاً.
الأسباب
يكون سببُ اضطرابات اللغة والكلام غيرَ معروف غالباً. لكن هناك ظروف ترتبط بهذه الاضطرابات عادةً. في الأطفال والبالغين، يُمكن أن تكونَ اضطرابات الكلام ناجِمة عن:
سَرَطان الحَلق.
فَلح حَنَكي (انشقاق الحنك).
حالة سبَّبت أذيَّة للأعصاب، كالشَّلَل الدِّماغي مثلاً.
كتل غير سرطانيَّة على الحِبال الصَّوتية.
مشكلات في الأسنان.
من الممكن أن تكونَ اضطرابات اللغة لدى الأطفال ناجِمة عن:
طَيف اضطرابات التَّوَحُّد.
إصابة دِماغيَّة.
أذيَّة في الحَبل الشَّوكي.
فَقد أو نقص السَّمع.
عَجز التَّعَلُّم.
في بعض الحالات، لا تكون مشكلاتُ اللغة والكلام ناتِجةً عن اضطراب لغوي، لأنَّ هناك أطفالاً يُعانون من تأخُّر لُغوي. وهذا يعني أنَّ الكلامَ واللغة يتطوَّران عندَ هؤلاء الأطفال كما عند غيرهم، لكن على نحوٍ متأخِّر زمنياً. يمكن أن تنشأَ اضطراباتُ اللغة عند الكبار بسبب السَّكتات والإصابات الدِّماغية الرضيَّة والأورام الدِّماغية.
التَّشخيص
يقوم بتشخيص اضطرابات اللغة عادةً طبيبٌ مختص في أمراض الكلام واللغة. وهو مُدرَّب على فَحص ومعالجة الأشخاص المصابين باضطرابات الصوت والكلام واللغة. يتحرَّى الطبيبُ المتخصِّص في الكلام واللغة عدداً من العوامل، من بينها:
تحليل السُّلوكيات الكلامية واللغوية.
تقييم القُدرات الكلامية واللغوية.
أثر القُدرات الكلامية واللغوية.
متى لوحِظَت المشكلة، وما ظُروف ملاحظتها.
هناك اختباراتٌ كثيرة يُمكن أن تُساعدَ على تشخيص اضطرابات الكلام. ويستطيع الطبيبُ إخبارَ المريض بطبيعة الاختبارات المختلفة الهادِفة إلى استِقصاء اضطرابات اللغة والكلام. من الممكن أيضاً أن يطلبَ الطبيبُ إجراءَ اختبار السَّمع الذي يسمح بتحديد ما إذا كان فَقد أو نقص السَّمع مسؤولاً عن مشكلات اللغة والكلام عند المريض. يكون الصَّمَم، أي فُقدان السَّمع الكُلِّي، مسؤولاً عن كثير من مشكلات اللغة والكلام.
المعالجة
تختفي الحالاتُ الخفيفة من اضطرابات الكلام من تلقاء ذاتها في بعض الأحيان. أمَّا عندما لا تختفي، فمن الممكن أن تُساعدَ المعالجة الكلامية واللغوية على التخلُّص منها. يمكن أن تكونَ معالجةُ الأسباب الكامنة خلف اضطرابات الكلام واللغة مُفيدة أيضاً؛ فعلى سبيل المثال، يكون استئصالُ عُقَيدة عن أحد الحِبال الصوتية مفيداً في بعض حالات اضطرابات الكلام. يتولَّى معالجةَ اضطرابات اللغة والكلام طبيبٌ متخصِّص في هذه الاضطرابات. وهو مُعالِجٌ متخصِّص في مشكلات التواصُل. يستطيع هذا الطبيبُ تقريرَ مدى الحاجة إلى المعالجة. يمكن أن تُفيدَ معالجاتُ اللغة والكلام في تخفيف الحالات الشديدة من اضطرابات اللغة والكلام. وخلال المعالجة الكلامية، يعمل الاختصاصي مع المريض لمساعدته على تكوين وإصدار بعض الأصوات. تتكرَّر جلساتُ المعالجة الكلاميَّة واللغَويَّة عادةً عدَّةَ مرَّات في الأسبوع الواحد طوالَ الفترة اللازمة لتصحيح المُشكلة أو تحسين وضع المريض. يستطيع الطبيبُ تقديمَ مزيد من المعلومات عن المعالجة الكلاميَّة واللغَويَّة. وقد يقوم بإحالة المريض إلى طبيب متخصِّص في هذه الاضطرابات لكي يحصلَ على مزيد من المعلومات. في بعض الحالات، يمكن أن ينصح الطبيبُ باستخدام المعالجة النفسية للتعامل مع اضطرابات اللغة والكلام، خاصَّةً إذا شكَّ بوجود صلة بين الاضطراب الذي يشكو منه المريضُ وبين مشكلات سلوكية أو نفسية. من الممكن أن تكونَ "أجهِزةُ توليد الكلام" مفيدةً للمرضى الذين لا يستطيعون الكلامَ على الإطلاق. ويقوم عملُ هذه الأجهزة على ضغط المريض على أحرف أو صور لكي يتكلَّم الجهاز، وينطق الكلمات المطلوبة.
الخلاصة
يُمكن أن يكونَ لاضطرابات اللغة والكلام تأثيرٌ سلبي في قُدرة الإنسان على الكلام والفَهم والقراءة والكتابة. تختلف أعراضُ اضطرابات الكلام واللغة باختلاف نوع الخَلَل الذي يعاني منه الشخص. وقد تكون لها أعراضٌ تتَّصل بالطلاقة والصوت والتَلفُّظ واللغة. قد تنشأ اضطراباتُ اللغة والكلام لدى الأطفال بسبب ظُروفٍ كان لها تأثيرٌ سلبي في تطوُّر الدِّماغ قبل الولادة وفي أثنائها وبعدها. كما يُمكن أن تنشأَ هذه الاضطراباتُ عند الكِبار أيضاً نتيجة الإصابة بالسَّكتة أو بسبب أذيَّة رضية دِماغيَّة أو أورامٍ دماغيَّة. يُمكن أن تكونَ هناك أشكالٌ كثيرة لمعالجة اضطرابات اللغة والكلام. وقد تكون معالجةُ الأسباب الكامنة خلفها مفيدةً في هذا المجال. ومن الممكن اللجوءُ إلى استخدام المعالجة الكلاميَّة واللغَويَّة، والمعالجة النفسية، وأجهزة توليد الكلام. وقد يستفيد كثيرٌ من مرضى اضطرابات اللغة والكلام من هذه المعالجات. يستطيع الطبيبُ تزويدَ المريض بقدرٍ أكبر من المعلومات عن هذه الاضطرابات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق