إنّ ارتجاج الدّماغ هو أحدُ أنواع إصابات الدّماغ، وهو أقلّ أشكال هذه الإصابات شدّةً. ومن النّاحية الفنيّة يمكن القول إنه فقدان مُؤَقّت لوظيفة الدّماغ الطبيعيّة نتيجةً لإصابةٍ على الرّأس؛ ولكنّ النّاسَ درجوا على استعمال هذا التعبير لوصف أيّ إصابةٍ غير خطيرةٍ في الرأس أو الدّماغ.
يعتبر ارتجاج الدّماغ إصابة مألوفة في الألعاب الرّياضيّة. كما أنّه يُمكن أن يحدث نتيجةً لضربةٍ على الرّأس ، أو بسبب إصابة الرّأس عند السّقوط.
قد يعاني المصاب بالإرتجاج من صداعٍ أو ألم في الرّقبة. وقد يعاني من الغثيان، أو من طنينٍ في الأذُن، أو من دَوخةٍ، أو من شعورٍ بالتّعب. وقد يُصاب بحالةٍ من الذّهول، أو بأنّه ليس في حالته الطبيعيّةِ، يستمرّ ذلك الشّعور عدّةَ أيامٍ أو عدة أسابيعٍ بعد الإصابة. وعلى المصاب أن يستشير الطبيب إذا شعر بأنّ الأعراض تزداد سوءاً، أو إذا عانى من أعراضٍ أكثر خطورةً كالنّوبات العصبيّة أو اضطرابات المشيِ أو النّوم.
مقدمة
ارتجاج الدماغ هو إصابة خفيفة للدماغ. وهي تنتج عادة عن ضربة على الرأس أو عن حركة مفاجئة وعنيفة للرأس. وفي كل عام تسجل ملايين من حالات ارتجاج الدماغ في العالم بين الرياضيين وحدهم. وهناك حالات أخرى كثيرة لا تسجل.
يشفى معظم الناس من ارتجاج الدماغ. ولكن إصابة الدماغ التي تبدو طفيفة وتترافق بخدوش بسيطة على الوجه أو لا تترافق بالخدوش، يمكن أن تخفي خلفها إصابة شديدة في الدماغ. إن إصابات الدماغ الشديدة يمكن أن تكون مميتة إذا لم تعالج.
يقدم هذا البرنامج التعليمي المعلومات حول الإصابة بارتجاج الدماغ والمصطلحات المتعلقة به المستخدمة بين الأطباء، وأنواع إصابات الدماغ الرَضّية، وأسبابها، وأعراضها، والمضاعفات المحتملة، وطرق العلاج المتوفرة. ويوضح البرنامج التعليمي للناس متى ينبغي عليهم التماس المساعدة الطبية، كما يقدم بعض النصائح للرياضيين.
الدماغ والإصابات الرَضّية
الدماغ هو مركز السيطرة في الجسم. فهو يسيطر على الحركات والأفعال والأفكار والمشاعر. ويقدم البرنامج التعليمي التالي المعلومات حول أجزاء الدماغ، وكيف يمكن أن تتأثر بعد الإصابة الرَضّية على الدماغ. يجدر التنويه على أن المضاعفات التي يتناولها هذا القسم لا تحدث في معظم حالات ارتجاج الدماغ.
إن لمادة الدماغ قوامٌ جيلاتيني أو هلاميّ. وهو يسبح داخل الجمجمة ضمن سائل خاص يدعى السائل الدماغي النخاعي الشوكي. يقوم هذا السائل بامتصاص الصدمات لحماية الدماغ من الضربات التي تصيب الجمجمة.
في الحوادث التي يهتز فيها الرأس اهتزازاً عنيفاً مفاجئاً يمكن أن يدفع الدماغ السائل الدماغي النخاعي الشوكي ويرتطم بالجمجمة من الداخل. وحتى إذا لم يرتطم الدماغ بالجمجمة، فإن التسارع والتباطؤ المفاجئين يمكن أن يسببا إصابة الدماغ بالأذى، إذ قد يسببان تكدم الدماغ وتورُّمه، وهو ما يُعرف باسم الرَّضّ.
عندما يتورم النسيج المصاب في الدماغ فإنه يضغط على بقية أجزاء الدماغ. وبالمقابل فإن الجمجمة صلبة وقاسية لا تقبل التمدد، وهذا ما يجعل تورم الدماغ أكثر خطورة. فهو يؤدي إلى زيادة الضغط على الدماغ نفسه، مما يؤدي إلى إلحاق مزيد من التلف بخلاياه.
ويبدأ تورم الدماغ عادة لحظة الإصابة، ويستمر بالتزايد لمدة ثلاثة أيام قبل أن يبدأ العودة إلى حالته الطبيعية. فإذا كان التورم والضغط شديدين ولم يعالجا فقد ينتهي الأمر بالموت.
تحتاج خلايا الدماغ إلى الأكسجين والغذاء حتى تبقى حية. إن الأوعية الدموية هي التي تنقل هذه العناصر إلى خلايا الدماغ. يمكن أن تصاب الأوعية الدموية للدماغ بسهولة عندما يتعرض الرأس للإصابة، ويمكن أن تنفجر، فيحدث النزف داخل الدماغ ومن حوله. هذا النزف يسمى أيضاً بالورم الدموي.
إن النزف والتورم والضغط داخل الدماغ يمكن أن تسبب أيضاً نقصاً في تدفق الدم إليه، وهذا ما يسبب نقصاً في وصول الأكسجين والسكر وبعض المواد المعدنية المهمة إلى خلايا الدماغ. وإذا لم يتم إعادة التوازن إلى وضعه السوي، فإن النقص الشديد في بعض المواد، أو الزيادة الشديدة في بعضها الآخر، يمكن أن يسمم خلايا الدماغ ويؤدي إلى موتها.
يتألف نسيج الدماغ من خلايا صغيرة تدعى عَصبونات أو نورونات. ولهذه العَصبونات ألياف طويلة تدعى مَحاوير، وهي لا ترى بالعين المجردة، وتشبه عملها إلى حد كبير عمل الأسلاك الكهربائية، حيث تنقل المعلومات بين خلايا الدماغ.
يمكن أن يؤدي الرض العنيف المفاجئ على الرأس إلى إلحاق الأذى بالمحاوير. يسمى هذا النوع من الإصابة أذيَّة المحاوير المنتشرة. وهي إصابة مِجهرية للمحاوير يمكن أن تؤدي إلى مشاكل ذهنية طويلة الأمد وإلى الغيبوبة أو السبات، وقد تنتهي بالموت.
يتألف الدماغ من نصفين أيسر وأيمن. وفي كل نصف مناطق متخصصة بالحركة والتفكير والأحاسيس والمشاعر. إن الوظائف التي تتضرر هي تلك التي أصيبت مناطقها في الدماغ. مثلاً، إذا أصاب الأذى المنطقة التي تسيطر على الرؤية بفعل الورم الدموي، فقد يعجز الشخص عن فهم ما يرى رغم أن عينيه تعملان بشكل سليم.
إن الدماغ عضو شديد التعقيد. ولا يفهم الأطباء تماماً كيف يفكر الدماغ وكيف يشعر بالعواطف والانفعالات، وكيف ينسق وظائف الجسم. وبما أن الزيادة التي لا يمكن السيطرة عليها في الضغط على الدماغ يمكن أن تؤدي إلى إلحاق الأذى بمناطق مختلفة داخل الدماغ، فكثيراً ما يتعذر على الأطباء التنبؤ بما سيحدث للمريض بسبب الإصابة الدماغية. فقد تكون الآثار الناتجة آثاراً ذهنية، أو نفسية، أو عاطفية، أو جسدية طويلة الأمد.
أسباب ارتجاج الدماغ
ينجم ارتجاج الدماغ عن صدمة مفاجئة على الرأس، أو عن تسارع الدماغ وتباطؤه بشكل مفاجئ. إن الأسباب الأوسع انتشاراً لحدوث ارتجاج الدماغ هي الألعاب الرياضية التي يحدث فيها احتكاك عنيف بين اللاعبين، وحوداث السيارات والدراجات، وحوادث السقوط في المنزل.
إن السقوط في المنزل هو السبب الأوسع انتشاراً لإصابات الدماغ عند الأطفال في بداية تعلم المشي، وعند من تجاوزوا السبعين عاماً. إن أعلى نسبة وفيات وأعلى نسبة دخول المستشفى بسبب إصابات الدماغ موجودة عند من تتجاوز أعمارهم خمسة وسبعين عاماً.
أنواع إصابات الدماغ الرَضّية
يميز الأطباء بين إصابات الدماغ الخفيفة والمعتدلة والشديدة. يعتبر ارتجاج الدماغ إصابة دماغية خفيفة. فالكثير من حالات ارتجاج الدماغ لا تؤدي إلى فقد الوعي.
يقوم الأطباء بتصنيف حالات ارتجاج الدماغ من أجل تسهيل معالجتها. ويعتمد نمط ودرجة الارتجاج على الإجابة على الأسئلة التالية:
هل فقد الشخص وعيه أم لم يفقده،
ما هو طول المدة التي بقى خلالها المريض فاقداً للوعي،
ما هو طول المدة التي استمر خلالها فقدان الذاكرة بعد الإصابة،
ما هو طول المدة التي استمرت خلالها أعراض تشوش الوعي والصداع والدُوخة.
إن مرضى الدرجة الأولى من ارتجاج الدماغ لا يفقدون الوعي، ولا يفقدون الذاكرة إلا لوقت قصير يقل عن ثلاثين دقيقة، أو لا يفقدونها أبداً بعد الرض. ويسمى هذا النوع من فقدان الذاكرة "النسيان التالي للرَضّ"، وهو عدم تذكر ما حدث خلال مدة معينة بعد الحادث.
فمثلاً، إن لاعب كرة القدم الذي أصيب بارتجاج الدماغ من الدرجة الأولى دون أن يفقد الوعي قد لا يستطيع أن يتذكر بعد مرور يوم على الحادث، ما حدث له وما حدث خلال نصف ساعة بعد الحادث، وذلك حتى لو بدا أنه يتصرف بشكل طبيعي بعد الحادث.
في الدرجة الثانية من ارتجاج الدماغ يفقد المريض وعيه لمدة تقل عن خمس دقائق وقد يحدث لديه، إلى جانب فقد الوعي أو بدون فقد الوعي، النسيان التالي للرَضّ والذي يستمر من نصف ساعة إلى يوم كامل.
في الدرجة الثالثة من ارتجاج الدماغ يفقد المريض وعيه لمدة تزيد على خمس دقائق وقد يحدث لديه، إلى جانب فقد الوعي أو بدون فقد الوعي، النسيان التالي للرَضّ والذي يستمر أكثر من يوم كامل.
أعراض ارتجاج الدماغ
قد يفقد المريض الوعي وقد لا يفقده بعد ارتجاج الدماغ. فإذا فقد الوعي فإن ذلك يستمر من بضع ثوان إلى بضع دقائق. يكون المريض مصاباً بالحيرة وبتشوش الوعي. ومن الطبيعي ألا يستطيع الشخص الذي يصاب بارتجاج الدماغ أن يتذكر الأحداث التي جرت قُبيل الحادث وخلالَه وبعدَه مباشرة.
ومن علامات تشوش الوعي:
يكون المصاب غير قادر على التفكير و التواصل المفهوم.
لا يستطيع المصاب أن يتذكر أين هو.
لا يستطيع المصاب أن ينفذ حركات متتابعة ذات هدف محدد إذا طلب منه تنفيذها. فمثلاً، قد لا يستطيع المصاب أن يفهم طلباً مثل "المس أذنك اليسرى بيدك اليمنى".
يظهر المريض نوعاً من تكرار الأشياء نفسها، أي أنه يكرر السؤال نفسه أو يقول الشيء نفسه مراراً.
عند الشك في حدوث ارتجاج الدماغ، يمكن للعاملين في الطوارئ وفي التدريب الرياضي أن يسألوا الشخص المصاب: في أي سنة نحن؟ أو أن يطلبوا منه أن يعد بالعكس من العشرة إلى الواحد لاكتشاف وجود أي مشكلة في أداء الدماغ لوظائفه.
إن الأعراض الأخرى لارتجاج الدماغ هي الصداع، والشعور بالدوخة، وتشوش الرؤية، وتعب العينين، وطنين الأذنين، والشعور بطعم سيء في الفم، والتعب، واضطرابات النوم. وقد يجد المُصاب صعوبة في التذكر والتركيز والانتباه والتفكير.
إذا كان الشخص قد تعرض لإصابة دماغية أشد من الارتجاج الخفيف، فقد تظهر لديه أعراض ارتجاج الدماغ نفسها، ولكن بشدة أكبر. كما يمكن أن يعاني من غثيان وإقياء، واختلاجات أو تشنجات، ومن عدم القدرة على الاستيقاظ من النوم، وتوسع في حدقة واحدة أو في الحدقتين، وكلام متداخل، وضعف أو تنميل في الأطراف.
متى نراجع الطبيب
ينبغي على المصاب بارتجاج الدماغ، أو من يهتم بأمره ممن حوله، أن يراجع الطبيب إذا لاحظ أي علامة من العلامات التالية:
صداع يستمر أكثر من ساعة أو ساعتين
مشاكل في الرؤية
دوار
غثيان وإقياء
صعوبة في التوازن
تشوش الوعي
فقدان الذاكرة
طنين في الأذنين
صعوبة في التركيز
ينبغي على المصاب بارتجاج الدماغ أن يلتمس الإسعاف إذا ظهرت الأعراض التالية على الشخص المصاب:
الاختلاجات أو التشنجات، وهي تقلصات وتصلب لا إرادي في العضلات، وهذا ما يحدث عادة أثناء فقدان الوعي.
عدم القدرة على السمع أو التذوق أو الرؤية
صعوبة في فهم المعلومات
ضعف أو تنميل في اليدين أو الرجلين
كلام متداخل أو صعوبة في العثور على الكلمة "المناسبة"
إقياء متكرر
من المهم أن يعرف الإنسان أن هناك حالات نادرة، لكنها ممكنة، يتصرف فيها من يتعرض لإصابة على رأسه بشكل طبيعي تماماً لعدة ساعات، بينما تكون الخَثْرَة الدموية في مرحلة التشكل في دماغه. ثم يبدأ ظهور الأعراض عندما تكبر هذه الخَثرة. لذلك فإن التحقق من سلامة المريض كل ساعة أو ساعتين أمر مهم جداً حتى في رُضوض الرأس التي تبدو لنا خفيفة.
ينبغي على من يريد التحقق من سلامة المصاب بارتجاج الدماغ أن يقوم بما يلي:
أن يطرح عليه أسئلة للتتأكد من أنه قادر على تحديد مكان وجوده،
أن يطلب منه أن يحرك ذراعيه ورجليه للتأكد من عدم إصابتهما بالضعف الباكر،
أن يفحص الحدقتين لديه للتأكد من تساويهما في الحجم، وأن إحداهما لا تزيد عن الأخرى في الاتساع.
إذا لم تظهر أية أعراض على المريض خلال اثنتي عشرة ساعة فلا حاجة لأي فحوص إضافية.
إن الرضوض البسيطة التي تصيب الرأس، ولاسيما عند كبار السن، يمكن أن تؤدي إلى نوع مختلف من النزيف، وهو نزيف قد لا يمكن اكتشافه بصور المسح الطبقي المحوري التي تُجرى مباشرة بعد الإصابة. ويدعى هذا النوع من النزف باسم "الورم الدموي تحت الجافية" وعادة ما تظهر أعراضه بعد أسابيع على شكل صداعٍ وضعفٍ وفقدُ توازنٍ واضطرابات في الكلام.
لهذا من المهم دائماً مراقبة هذه الأعراض مباشرة بعد الإصابة وبعدها بيوم واحد، وحتى بعد عدة أسابيع.
مضاعفات ارتجاج الدماغ
قد يعاني الناس الذين يتعرضون لإصابة على الرأس من آثار جانبية يستمر ظهورها أسابيع أو أشهر. وهذه تُعرف باسم المُتلازمة التالية للارتجاج.
أعراض المُتلازمة التالية للارتجاج كثيرة، ومنها: اضطرابات في الذاكرة والتركيز، تقلبات في المزاج، تغيرات في الشخصية، صداع، تعب، دوار، أرق، ونعاس مفرط.
أما إذا كانت إصابة الدماغ شديدة فيمكن أن ينتج عنها مضاعفات خطيرة مثل النزف والجلطة الدموية وموت الخلايا بسبب نقص تدفق الدم إلى الدماغ. وإذا لم تعالج هذه المضاعفات فمن الممكن أن تؤدي إلى إصابة الدماغ بمزيد من التلف، وقد تنتهي بالموت أيضاً.
إذا أصيب المريض بارتجاج خفيف ثم تعرض لارتجاج جديد قبل أن يُشفى من الارتجاج السابق، فمن المرجح أن يكون الارتجاج الثاني شديداً. وهذا ما يُدعى "متلازمة الآثار الثانية"، وهي قد تكون مميتة. ولهذا يمكن أن يطلب الطبيب من الرياضيين الذين يتعرضون لارتجاج الدماغ، حتى لو كان خفيفاً، ألا يلعبوا طيلة الموسم لتجنب إصابتهم بارتجاج آخر أكثر خطورة.
تستجيب بعض المضاعفات للعلاج استجابة جيدة. ولكن الدماغ يمكن أن يستغرق زمناً طويلاً لإصلاح مالحق به من تلف، وقد لا يتمكن أبداً من الشفاء التام. ومن الآثار التي قد تستغرق زمناً طويلاً للشفاء:
ضعف الإدراك
تغيرات في الشخصية
اضطرابات حسية
صداع
نوبات اختلاج أو تشنج
اضطراب الشدة التالية للرَضّ
تشخيص ارتجاج الدماغ
سواءٌ كان ارتجاج الدماغ شديداً أو خفيفاً فإن على الطبيب أن يجري تقييماً سريعاً لحالة المريض ليتمكن من معالجة المضاعفات، إن وجدت. وكثيراً ما يعتمد الأطباء على نوع من الصور التي تبين حالة النسيج الدماغي، وهي تُدعى الصور الطبقية المحورية.
يجرى المسح الطبقي المحوري للاطمئنان على عدم وجود كسور في الجمجمة وعدم وجود خَثرات وكَدَمات في الدماغ أو حول الدماغ. واعتماداً على حالة المريض وعلى نتائج التصوير الطبقي المحوري الأول، يمكن أن يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمراقبة وضعه. أما إذا كانت الإصابة شديدة وتحتاج إلى عمل جراحي فمن الممكن تحويل المريض إلى الجراحة فوراً.
في معظم حالات ارتجاج الدماغ تكون إصابات دماغية خفيفة لا يظهر لها أي اثر على الصور الطبقية المحورية. وفي هذه الحالة يعتمد الطبيب على الأعراض الظاهرة على المريض لتقدير درجة ارتجاج الدماغ.
علاج ارتجاج الدماغ
إن الراحة هي المعالجة المتفق عليها لارتجاج الدماغ. وإذا ما شكا المصاب من الصداع فيمكنه تناول بعض المسكنات التي تُباع دون وصفة مثل الأسيتامينوفين. وينبغي أن يسأل المصاب طبيبه عن الدواء الأنسب له.
إذا طلب الطبيب إجراء تصوير طبقي محوري وتبين وجود نزف أو إصابة شديدة لدى المصاب، يصبح من الضروري أن يدخل المستشفى، وأن يخضع لمراقبة دقيقة، وأن يتلقى المعالجة. وإذا بينت الصور الطبقية المحورية وجود كسر في الجمجمة أو خَثْرة دموية كبيرة فقد يستدعي الأمر إجراء جراحة لمعالجة كسر الجمجمة واستخراج الخثرة.
نصائح للرياضين
إن على المصابين بالمتلازمة التالية للارتجاج أن يتجنبوا أي نشاطات يمكن أن تعرضهم لخطر الإصابة بالارتجاج مرة ثانية. فينبغي عليهم أن لا يعودوا إذا كانوا من الرياضيين إلى اللعب قبل اختفاء جميع هذه الأعراض.
وبحسب شدة الارتجاج، يمكن للرياضي أن يعود إلى اللعب في الموسم نفسه. وكثيراً ما يكون على اللاعب أن يستريح بقية الموسم لتجنب الإصابة بارتجاج آخر. أما الرياضيون الذين أصيبوا بارتجاجات متكررة فعليهم أن يفكروا في اعتزال الرياضة.
يجب أن يرتدي الرياضيون دائماً ملابس وقاية مناسبة لرياضتهم، مثل الخوذة أو واقية الرأس.
إن على راكبي الدراجات والمتزلجين أن يتجنبوا السطوح غير المستوية وغير الممهدة، وأن يلتزموا بإشارات المرور وينتبهوا للسائقين الآخرين.
يمكن أن يؤدي ارتجاج الدماغ المتكرر إلى مشاكل كبيرة. ويمكن أن لا تظهر بعض الأعراض إلا بعد سنوات. وهي تشمل مشاكل الذاكرة أو الخرف أو النسيان أو الارتعاش أو العجز عن المشي أو عن العجز عن استخدام الذراعين والرجلين. وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة للملاكمين.
الخلاصة
ارتجاج الدماغ هو إصابة في الدماغ ناجمة عن صدمة على الرأس. وهو يؤدي إلى فقدان مؤقت لوظائف الدماغ الطبيعية مثل الوعي والإدراك والتفكير.
غالباً ما يعجز الناس الذين تعرضوا لارتجاج الدماغ عن تذكر ما حدث قبيل الإصابة أو بعدها مباشرة؛ ويمكن أن يعانوا من تشوش الوعي. كما يمكن أن يؤثر ارتجاج الدماغ على الذاكرة والمحاكمة العقلية والمُنعَكَسات العصبية والنطق والتوازن وتنسيق حركة العضلات.
بعض حالات ارتجاج الدماغ خفيف، وبعضها الآخر شديد. ويشفى معظم الناس من الإصابة وارتجاج الدماغ الذي يحدث لمرة واحدة، دون أن يصيبهم أذى دائم بسببه عادة. ولكن حدوث ارتجاج جديد بعد وقت قصير من الارتجاج الأول يمكن أن يترك مضاعفات خطيرة قد يُسبب الإعاقة أو الموت.
وينبغي على من أصيب بارتجاج الدماغ أو أصيب به شخص يُهمه أمره أن يسرع لمراجعة الطبيب إذا ظهرت الأعراض التالية:
صداع يستمر أكثر من ساعة أو ساعتين
مشاكل في الرؤية
دوار
غثيان وإقياء
صعوبة في التوازن
تشوش في الوعي
فقدان للذاكرة
طنين في الأذنين
صعوبة في التركيز
وينبغي طلب الإسعاف إذا ظهرت على الشخص المصاب الأعراض التالية:
اختلاجات
عدم القدرة على السمع أو التذوق أو الرؤية
صعوبة في فهم المعلومات
ضعف أو تنميل في اليدين أو الرجلين
كلام متداخل أو صعوبة في العثور على الكلمة "المناسبة"
إقياء متكرر
0 التعليقات:
إرسال تعليق