السكتة

حدث السكتة عندما لا يتمكن الدم من الوصول إلى الدماغ. وفي هذه الحالة يبدأ موت خلايا الدماغ فيعجز عن القيام بوظائفه على نحوٍ سليم. ومن الممكن

أن تُؤدي السكتة إلى الإصابة بالشلل، والمشكلات الانفعالية، وكذلك بمشكلات التفكير والكلام. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من السكتات: 1. النوبة الإقفارية العابرة TIA. وهي تحدث بسبب انسداد مؤقت لشريان ذاهب إلى الدماغ. وهذا ما يسبب "سكتة صغيرة". 2. نوبة إقفارية نتيجة انسداد أو تَضَيُّق وعاء دموي بسبب رواسب دهنية أو بسبب لُوَيحَة. 3. سكتة نَزفية، وهي تحدث بسبب تمزق وعاء دموي دِماغي مما يؤدي إلى نزيف دَمَوي في الدماغ. تشتمل عوامل الخطورة المتعلقة بالسكتات على السن، والجنس، والعِرق. كما أن هنالك عوامل خطورة قابلة للضبط، ومن بينها: • ارتفاع ضغط الدم. • ارتفاع مستوى الكولسترول. • الداء السكري. • التدخين. • تناول الكحول. • زيادة الوزن/ السِّمنة. • قِلة النشاط الجسدي. من الممكن خفض الضغط الدموي المرتفع من خلال تجنب الأدوية التي تؤدي إلى زيادته، وتقليل تناول الملح، وزيادة تناول الخضار والفاكهة كجزء من النظام الغذائي المتوازن، وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة تحت إشراف الطبيب، وكذلك تناول أي دواء لتقليل ضغط الدم يصفه الطبيب للمريض. كما يمكن خفض مستوى الكولسترول عن طريق تقليل تناول صَفار البيض (مُح البيض)، وتناول اللحم الأبيض بدلاً من اللحم الأحمر، إضافة إلى ممارسة الرياضة وتخفيف الوزن إذا كان المريض زائد الوزن.

مقدِّمة

تُعدُّ السكتةُ الدماغية أو" النوبة الدماغية" حالةً خطيرة جداً، يمكن أن تؤدِّي إلى الموت أو إلى إعاقة خطيرة؛ وتُصنَّف على أنَّها أكثر أسباب الوفيات شيوعاً في العالم، والسبب الأكثر شيوعاً للإعاقة عند الأشخاص البالغين. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي طبيعةَ السكتات الدماغية، كما يناقش أسبابها، ويقدِّم نصائح حول الوقاية منها. 

ما هي السكتةُ الدماغية؟

يتحكَّم الدماغُ بمعظم وظائف الجسم البشري، فيسمح لنا بالتفكير والفهم والحديث والحركة والشعور. ويحتاج الدماغُ لكي يعمل بشكل صحيح إلى الأكسجين وإلى الجلوكوز دائماً، حيث يقوم الدمُ بنقل الأكسجين والجلوكوز إليه. تحدث السكتةُ الدماغية عندما يصبح الدمُ غيرَ قادر على الوصول إلى الدماغ. وعندما يعجز الدماغُ عن الحصول على حاجته من الدم الضَّروري، تبدأ خلايا الدماغ بالموُّت، ثمَّ يعجز الدماغُ عن أداء وظائفه بشكل صحيح. بما أنَّ الدماغَ يتحكَّم بمعظم وظائف الجسم البشري، يمكن أن تؤثِّر السكتة الدماغية في الجسم كلِّه. وتتراوح آثارُ السكتة الدماغية من الآثار الطفيفة إلى الآثار الخطيرة، وقد تسبِّب السكتة الدماغية الشلل ومشاكل نفسية ومشاكل في التفكير والكلام. هناك ثلاثةُ أنواع أساسية من السكتة الدماغية:

نوع من السكتات الدماغية يُدعى نوبة إقفارية عابرة : وهي سكتةٌ صغرى أو بسيطة تحدث عندما يُصاب أحدُ الشرايين الصاعدة إلى الدماغ بانسداد مؤقَّت، ممَّا يُسبِّب أعراضاً شبيهة بأعراض السكتة الدماغية، وهي تدوم من بضع ثوانٍ إلى بضع ساعات.

نوع من السكتات الدماغية يُدعى نوبةَ إقفارية. ويكون سببُها انسدادَ أو تضيُّق وعاء دموي بسبب وجود رواسب دهنيّة تُدعى اللُّوَيحات، فقد تترسَّب الخلايا الدمويَّة حول اللويحات، ممَّا يؤدِّي إلى تشكُّل خثرة دموية، وقد تسبِّب هذه الخثرةُ توقُّفَ جريان الدم إلى الدماغ.

نوع من السكتات الدماغية يُدعى السكتةَ النزفيَّة؛ وهي تحدث عند تمزُّق أحد الأوعية الدمويَّة داخل الدماغ، ممَّا يسبِّب النزفَ الدماغي الذي يقتل الخلايا الدماغية ويمنع الخلايا الأخرى من الحصول على الدم الذي تحتاج إليه لبقائها حيَّة.

الأسباب

قد تؤدِّي المشاكلُ القلبية إلى الإصابة بالسكتات الدماغية، بالإضافة إلى ارتفاع كولستيرول الدم وتراكم اللويحات داخل الشرايين، كما قد يُؤدِّي ارتفاعُ ضغط الدم والأمراض التي تسبِّب تجلُّطَ الدم إلى زيادة احتمال حدوث الإصابة بالسكتة الدماغية. يمكن أن يتراكمَ الكولستيرول، ويؤدِّي تراكمُه إلى انسداد الشريان السُّباتي والشرايين الفقرية بالرواسب أو اللويحات الدهنية، ممَّا يؤدي إلى تقليل جريان الدم إلى الدماغ، ومن ثَمَّ حدوث السكتة الدماغية. قد تتحرَّك اللويحاتُ وتنتقل من أماكن تشكلُّها، ثمَّ تسير عبر الشرايين إلى الدماغ، وهذا ما يسدُّ الشرايين الصغيرة، وقد يؤدِّي إلى السكتة الدماغية أيضاً. وتُدعى هذه الحالةُ من السكتة الدماغية "الصمَّة". عندما تقوم جلطةٌ دمويَّة بسدِّ وعاء دموي في الدماغ أو في العنق، فإنَّها تُدعى الخَثرة. يمكن للمشاكل القلبية أن تتسبَّب بتشكُّل الجلطات الدمويَّة داخل القلب، وقد تترك تلك الجلطاتُ مكانَها وتنتقل إلى الدماغ، وبذلك تسدُّ الأوعية الدمويَّة في الدماغ، مسبِّبة السكتةَ الدماغية، وتُسمَّى هذه الحالة "الانصِمام". عندما يكون المرءُ مُصاباً بارتفاع ضغط الدم الشرياني المزمن، فمن الممكن أن تتضرَّر الأوعيةُ الدمويَّة في دماغه، وذلك لأنَّ ارتفاعَ ضغط الدم الشرياني يؤدِّي إلى تضيُّق الأوعية الدموية، ممَّا قد يقود إلى الإصابة بسكتة دماغية. وعندما تتضيَّق الشرايينُ، تدعى تلك الحالة "التضيُّق". قد يؤدِّي ارتفاعُ الضغط الشرياني إلى ضعف الأوعية الدمويَّة؛ وهذا ما يسبِّب النزفَ الدمويَّ داخل الدماغ. تزيد العاداتُ السيِّئة، كالتدخين وتعاطي المخدِّرات، من احتمال الإصابة بمشاكل الأوعية الدموية والسكتة الدماغيَّة. يستطيع الإنسانُ تقليلَ خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وذلك بتغيير بعض عاداته المعيشيَّة التي تؤدِّي إلى إلحاق الضرر بالأوعية الدمويَّة في جسمه. 

الوقاية

تعدُّ الوقايةُ من الإصابة بالسكتات الدماغية أسهلَ بكثير من علاجها بعد الإصابة بها، كما يُمكن للمرء أن يتَّقي الإصابة بالجلطة مرَّةً ثانية حتَّى بعد الإصابة الأولى بها. يناقش هذا القسمُ كيفيةَ الوقاية من السكتات الدماغية. هناك عواملُ محدَّدةٌ تزيد احتمالَ الإصابة بالسكتة الدماغية، وتُدعى هذه العوامل باسم "عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية". وتختلف عواملُ الخطر من شخص إلى آخر. تكون بعضُ عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغيَّة اموراً لا يمكن تغييرُها؛ وتتضمَّن تلك العواملُ أشياء من قبيل عمر المرء وجنسه وعرقه؛ فمثلاً، يكون الأشخاصُ الكبار في السنِّ عموماً أكثرَ تعرُّضاً للإصابة بالسكتة الدماغية من الأشخاص الأصغر عمراً. هناك بعضُ عوامل الخطورة الأخرى التي يستطيع المرء أن يتحكَّم بها أو أن يزيلها؛ فالمرءُ قادر – بإذن الله - على تقليل احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية من خلال السيطرة على:

ضغط الدم الشرياني.

ارتفاع الكولستيرول.

عادات التدخين وشرب الكحول.

زيادة الوزن ومستوى النشاط البدني.

من المهمِّ جداً التعاونُ مع الطبيب للسيطرة على عوامل الخطر التي يمكن تحييدها، وقد يُساعد تغييرُ نمط الحياة في التقليل من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية. 

السيطرة على ارتفاع ضغط الدم الشرياني

يُدعى ارتفاعُ ضغط الدم الشرياني "فرط ضغط الدم" أيضاَ، وهو العاملُ الأكثر أهمِّية بين أسباب السكتة الدماغية كلِّها. ومن الأفضل أن يحافظَ المرءُ على ضَغط الدم بمعدَّل يقلُّ عن 120/80 ميليمتراً زئبقياً. تكون جدرانُ الشرايين عند الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم أضيقَ من المعتاد، وهذا ما يزيد من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية. وفيما يلي بعض الطرق التي يستطيع الإنسانُ من خلالها السيطرة على ارتفاع ضغط الدم: الحفاظ على وزن الجسم المناسب وتجنُّب السمنة. تجنُّب تعاطي العقاقير المعروفة بأنَّها تُسبِّب زيادة ضغط الدم، وقد تكون هذه العقاقيرُ موجودة في المُكمِّلات الغذائية العشبية أو في الأدوية التي تُباع من غير وصفة طبِّية لعلاج الحساسية والزُّكام.

التقليل من تناول ملح الطعام.

تناول الفاكهة والخضار.

ممارسة التمارين الرياضية تحت إشراف الطبيب.

تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم التي يصفها الطبيبُ حسب حالة المريض.

يساعد ضبطُ ارتفاع ضغط الدم المريض على تجنُّب الإصابة بأمراض القلب وبالفشل الكلوي. 

السيطرة على الكولستيرول

الكولستيرول هو مادَّة دهنيَّة في الجسم؛ وعندما يتكوَّن في الجسم مقدارٌ زائد منه، فإنَّ هذا الكولستيرول الزائد يتراكم على جدران الأوعية الدمويَّة ويسُدُّها، وتُدعى هذه الحالةُ بالتصلُّب العَصيدي. يُسبِّب التصلُّبُ العصيدي الكثيرَ من أمراض القلب التي تُعدُّ السببَ الرئيسي للوفيات ، كما أنَّ أمراضَ الشرايين التاجيَّة (الإكليلية) تُسبِّب الكثير من المضاعفات. ومن خلال السيطرة على الكولستيرول، يمكن للمرء أن يحافظ على سلامة أوعيته الدمويَّة في القلب والدماغ. عندما تكون أوعيةُ القلب الدموية سليمةً، فمن المستبَعد حينئذ أن يحدث انصمامٌ يتسبَّب بسكتة دماغية. ومن الأفضل أن يتمَّ ضبطُ مستوى الكولستيرول بمستوى يقلُّ عن مائتي ميليغرام في كل دسيليتر، وضبط مستوى البروتين الشحمي قليل الكثافة عند أقلَّ من مائة ميليغرام في كلدسيليتر. يستطيع الإنسانُ تخفيضَ كولستيرول الدم من خلال ما يلي:

تقليل تناول صفار البيض.

ممارسة التمارين الرياضية وتخفيف الوزن في حالة السِّمنة.

تناول اللحوم البيضاء بدلاً من اللحوم الحمراء.

تناول الأدوية الخافضة للكولستيرول.

في الآونة الأخيرة، توصف الأدوية الخافضة للكولستيرول على نحو متزايد. ويصف مقدمي الرعاية الصحية الأدوية الخافضة للكولستيرول بناءاً على الحالة الصحية العامة للمريض وخطورة الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات وليس بناءاً على مستوى الكولستيرول عند المريض فقط. يُمكن إعطاءُ مُميِّعات الدم للمرضى المصابين بمشاكل قلبية. قد يحتاج المريضُ إلى عملية جراحية لفتح الشرايين السُّباتية الموجودة في العنق، وذلك لمنع الإصابة بالسكتة الدماغية. وتُدعى هذه العملية استئصالَ باطِنة الشِّريان السُّباتي. 

التوقُّف عن التدخين

لقد ارتبطَ تدخينُ السجائر بتراكم المواد الدهنيَّة في الشريان السُّباتي؛ حيث يشكِّل انسدادُ هذا الشريان أحدَ الأسباب الرئيسية للسكتات الدماغية. يعتقد العلماءُ بأنَّ التدخين يؤذي البطانةَ الداخلية للشرايين، ممَّا يؤدِّي إلى سهولة تراكم المواد الدهنية عليها، ومن ثَمَّ انسداد تلك الشرايين. يؤدِّي النيكوتين الموجود في السجائر، وفي الأنواع الأخرى من منتجات التبغ، إلى ارتفاع ضغط الدم الشرياني. يزيد دخانُ السجائر من كثافة الدم، ممَّا يزيد من احتمال تجلُّطه. إذا كان المرءُ مُصاباً بداء السكَّري أو باضطراب النَّظم (الخفقان) أو بمشاكل في تجلط الدم، فإنَّ معالجة تلك الحالات المَرَضيَّة قد تساعد على تقليل احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية. ولابدَّ من استشارة الطبيب واتِّباع نصائحه فيما يخصُّ كيفية معالجة هذه الحالات. 

الخلاصة

السكتاتُ الدماغية حالةٌ شائعة، وقد تسبِّب العجز أو الموت. ولكن هناك، ولله الحمد، الكثيرُ مما يستطيع الإنسانُ فعلَه للوقاية من الإصابة بالسكتات الدماغية. يستطيع المرءُ التقليلَ من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية من خلال السيطرة على عوامل الخطورة، مثل مستويات الكولستيرول وضغط الدم والتدخين والكفِّ عن تناول المشروبات الكحولية، وذلك بالترافق مع اعتماد نظامٍ غذائي صحِّي وممارسة التمارين الرياضية