القراءة الإلكترونية قبل النوم
إن التحوُّل الرقمي السريع الذي تشهده سوق الكتاب في جميع أنحاء العالم قد بدأ منذ عدة سنوات بالفعل , حيث أصبحت أجهزة القراءة الإلكترونية ، من القارئ الإلكتروني وحتى الهاتف الذكي ، مشهدًا مألوفًا في العديد من البلدان , ففي ألمانيا مثلاً أرست الكتب الإلكترونية قواعدها منذ فترة طويلة حيث بلغت نسبة الكتب الإلكترونية 9.5 % من إجمالي مبيعات دور النشر الألمانية السنوية , وتتضاعف تلك النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية , مما دفع العلماء الأمريكيون لدراسة مدى تأثير القراءة الليلية بواسطة الأجهزة الالكترونية ذات الشاشات المضيئة على نوم الانسان.
Pages Web-14 copy2
وقد شارك في تلك الدراسة 12 شخصاً متطوعاً بالغاً لمدة أسبوعين ، قسم منهم قرأ قبل النوم الكتب الورقية ، والقسم الآخر قرأ الكتب الالكترونية , وقارن الباحثون بين الحالتين , ووجدوا أن الذين كانوا يقرأون الكتب الالكترونية لم يشعروا بالرغبة في النوم ، وكانوا يقضون فترة طويلة في الفراش قبل الخلود للنوم.
وخَلُص الباحثون إلى أن استخدام أجهزة القراءة الإلكترونية قبل النوم يطيل من الوقت الذي يستغرقه الإنسان ليغفو ويضر بنوعية النوم لأن نوع الضوء الذي ينبعث من هذه الأجهزة يقمع مستويات هرمون الميلاتونين وهو هرمون تشجيع النوم ، ويحدث تغيرات في الساعة البيولوجية ، ويقلل من النشاط في صباح اليوم التالي.
وحسب قول الباحثين فان تأثير هذه الأجهزة في نومنا ، هو كارثة القرن الواحد والعشرين , لأن منع افراز هرمون الميلاتونين ، يهدد ليس فقط باضطرابات النوم ، بل بارتفاع احتمال الإصابة بسرطان البروستات والثدي والقولون.
“الدراسة أُجريت في بريجهام ومستشفى النساء وكلية طب هارفارد-بوسطن، و نشرت في المجلة الاكاديمية الوطنية للعلوم ( National Academy of Sciences).
0 التعليقات:
إرسال تعليق