إحصارُ العصب القَذالي هو حقنُ مادَّة دوائية مخدِّرة حول الأعصاب القَذالية. وتُدعى هذه العملية باسم "إحصار"، لأنها تؤدي إلى تخدير العصب وإحصار الأحاسيس. من الممكن إجراء إحصار العصب القَذالي من أجل تشخيص سبب الألم في: • الرقبة. • فروة الرأس. • قرب الأذن. من الممكن أيضاً استخدام إحصار العصب القَذالي من أجل معالجة صداع التوتُّر وصداع الشقيقة الذي يصيب قمةَ الرأس. والهدفُ من إحصار العصب القَذالي هو تخدير الأعصاب القَذالية. إن هذا يوقف الألم إذا كان ناتجاً عن التهاب وتورُّم في النسج المحيطة بالأعصاب. أمَّا إذا لم يتوقف الألم بعد الحقنة، فإن الطبيب يستنتج أن الألم ليس ناتجاً عن الأعصاب القَذالية.
مقدمة
يُصاب بعضُ الأشخاص بألم في الرقبة ومؤخِّرة الرأس. وإحصارُ العصب القَذالي هو القيامُ بحقن دواء مخدِّر. تعدُّ هذه العمليةُ قادرةً على مساعدة الطبيب في تشخيص مصدر الألم. وفي كثير من الحالات، يمكن أن تنجحَ هذه العملية في معالجة الألم أيضاً. إذا نصح الطبيبُ بإجراء عملية إحصار العصب القَذالي، فإنَّ القرار الأخير يكون للمريض نفسه. تشرح هذه المعلومات الصحية إحصارَ العصب القَذالي. وهو يناقش فوائدَ ومخاطر هذه العملية. كما أنه يساعد على تكوين فهم صحيح لما يحدث قبل عملية إحصار العصب القَذالي، وخلال العملية وبعدها.
التشريح
يحمي العمودُ الفقري الحبلَ الشوكي (النُّخاع) والأعصاب التي تنطلق منه إلى أجزاء مختلفة من الجسم. يتكوَّن العمودُ الفقري من فقرات صلبة. هناك أقراص أكثر ليونة تفصل بين الفقرات. تمرُّ الأعصابُ عبر العمود الفقري. وهي تتفرع خارجة منه من أجل نقل الرسائل من الدماغ إلى مختلف أنحاء الجسم. الأعصابُ القَذالية هي أعصاب شوكية أو نخاعيَّة. وهي تنطلق من أعلى العمود الفقري في اتجاه مؤخِّرة الرأس.
إحصار العصب القذالي
إحصارُ العصب القَذالي هو حقن مادة مخدرة حول الأعصاب القَذالية. وتدعى هذه العملية إحصاراً، لأنها تؤدي إلى تخدير العصب وإحصار الأحاسيس. من الممكن استخدام إحصار العصب القَذالي من أجل تشخيص سبب الألم في:
الرقبة.
فروة الرأس.
قرب الأذن.
الهدفُ من إحصار العصب القَذالي هو تخدير الأعصاب القَذالية. إن هذا مفيد من أجل تخفيف الألم أو إيقافه إذا كان الألم ناتجاً عن التهاب وتورُّم في النسيج المحيط بالأعصاب. من الممكن أيضاً أن تنجحَ عملية إحصار العصب القَذالي في معالجة صداع التوتُّر وصداع الشقيقة اللذين يصيبان قمةَ الرأس. من الممكن حقن المادة المخدِّرة حول الأعصاب القَذالية في مؤخرة الرأس، وذلك يعتمد على مكان وجود الألم. تُستخدم إبرة من أجل حقن الدواء. ويجري تحديدُ مكان وضع الإبرة بمساعدة آلة تعمل بالأشعة السينية. من الممكن أن يجري حقنُ مادة تباينية (ظليلة) قبل حقن المادة المخدرة. إن هذا يجعل صور الأشعة أكثر وضوحاً. وهو يساعد الطبيب على التأكُّد من صحَّة موقع إدخال الإبرة. تُستخدم مجموعةٌ من الأدوية في عملية الحقن:
الدواء الأول هو دواء مخدِّر. وهو يوقف الألم من أجل المساعدة في تشخيص مصدره.
الدواء الثاني هو مادة ستيرويدية. وهي تقلِّل التورُّمَ حول العصب، وتزيل الألم لفترة طويلة.
يجب أن يختفي الألمُ خلال فترة قصيرة بعد عملية الحقن إذا كانت الأعصاب القَذالية مسؤولة عن هذا الألم. أمَّا إذا لم يتوقَّف الألم بعد عملية الحقن، فإنَّه يكون غير ناتج عن الأعصاب القَذالية. من الممكن أن يختفي الألمُ بعدَ عملية الحقن، وذلك لعدَّة ساعات فقط. لكنه يمكن أن يعودَ من جديد بعد أن يضعف تأثير الدواء المخدر. إذا جرى حقنُ الدواء الستيرويدي أيضاً، فإنَّه يؤدِّي إلى تقليل التورُّم وتخفيف الألم خلال بَضعة أيام بعد العملية. وهذا ما يعني عادة أن عملية إحصار العصب القَذالي ستكون لها نتائج بعيدة المدى. في بعض الحالات، يمكن أن يعودَ الألم بعد ساعات قليلة، وذلك من غير أي تحسن. وإذا حدث هذا، فقد يحتاج المريض إلى طريقة أخرى في المعالجة تكون أكثر استمراراً ودواماً. تُدعى هذه الطريقة باسم "بَضع العصب بالأمواج اللاسلكية". تَستخدم عمليةُ بَضع العصب بالأمواج اللاسلكية تياراً كهربائياً يسري عبر إبرة، فيحرق الأعصاب القَذالية. يؤدي التيار الكهربائي إلى تسخين الأعصاب. وهذا ما يؤدِّي إلى تشكل "آفة" في العصب فينقطع مسار إشارات الألم. إنَّ مفعولَ هذه الطريقة في التخلص من الألم يستمر سنة كاملة أو أكثر.
التحضير للعملية
على المريض أن يخبرَ الطبيبَ عن كل الأدوية التي يتناولها. وهذا ما يشتمل على الأدوية التي تباع بوصفة طبية ومن غير وصفة طبية، بالإضافة إلى المكمِّلات الغذائية والفيتامينات. هناك أدوية يمكن أن يكون على المريض التوقُّف عن تناولها قبل عملية إحصار العصب القَذالي. من الممكن أن يطلبَ الطبيبُ من المريض عدمَ تناول أي طعام أو شراب بعد منتصف الليلة الذي تسبق العملية. لكن من الممكن أن يشرب المريض كميةً صغيرة من الماء عندما يتناول أدويته في الصباح. قبلَ عملية الحقن، يجري تعقيم الجلد وتخديره بمخدر موضعي. والهدف هو عدم شعور المريض بالألم نتيجة عملية إحصار العصب القَذالي. يجري استخدامُ آلة تصوير بالأشعَّة السينية من أجل توجيه عملية إدخال الإبرة. كما يمكن استخدام مادة صباغية أيضاً. إن المادة الصباغية تستطيع تأكيد صحة مكان إدخال الإبرة قبل حقن الدواء. إذا كان موضعُ إدخال الإبرة صحيحاً فوق الأعصاب القَذالية، فإن الطبيب يقوم بحقن الدواء. وهذا ليس مؤلماً في العادة. لكنه يمكن أن يكون مزعجاً بعض الشيء. بعدَ عملية الحقن، يجري سحبُ الإبرة إلى الخارج. وهكذا تنتهي العملية. تستغرق عمليةَ الحقن بَضع دقائق فقط. لكن العملية كلها تستغرق نحو ساعة تقريباً. من المستحسن أن يكونَ برفقة المريض شخص آخر من أجل إعادته إلى المنزل بعد العملية. ويكون المريضُ غيرَ قادر على قيادة السيارة بنفسه نتيجة الدواء المخدر. ويتمكَّن المريضُ من العودة إلى ممارسة نشاطاته الطبيعية في اليوم التالي للعملية عادة.
المخاطرُ والمضاعفات
هذه العمليةُ آمنةٌ جداً. لكن هناك مخاطر ومضاعفات كثيرة محتملة. إنَّها مستبعدة الحدوث، لكن على المريض أن يعرفها تحسُّباً لحدوثها. ومن خلال معرفة المريض بهذه المخاطر والمضاعفات، فإنه يصبح قادراً على مساعدة الطبيب في اكتشافها في وقت مبكِّر. يمكن أن تحدثَ العدوى في بعض الحالات النادرة جداً. ومن المهم أن يخبر المريض طبيبه إذا ازداد الألمُ بعد العملية، أو إذا أصابته حمى. في حالات نادرة، يمكن أن يصابَ المريض بردة فعل تحسسية بسبب الدواء المستخدم بهذه العملية. ومن الممكن أن تكونَ ردة الفعل التحسسية شديدة. كما يمكن أن تؤدِّي إلى الموت. ولذلك، على المريض أن يخبر طبيبه، قبل العملية، عن أي حساسية موجودة لديه تجاه الأدوية. من الممكن أن يحدثَ نزف، وخاصة إذا كان المريض يستخدم مرققات الدم. ومن هذه المرققات أدفيل® أو أسبيرين. وقد تكون هناك حاجةٌ إلى إيقاف تناول هذه الأدوية من قبل المريض بَضعة أيَّام قبل العملية من أجل تقليل خطر حدوث نزف داخلي. من الممكن في بعض الحالات النادرة أن تُصابَ أعصاب أخرى حول العمود الفقري. وهذا ما قد يؤدي إلى:
الضعف.
الشلل.
مشكلات في المثانة أو الأمعاء.
عجز جنسي.
إن استخدام الأدوية الستيرويدية يمكن أن يؤدي إلى زيادة:
سكر الدم لدى مرضى الداء السكري.
معدل ضربات القلب.
ضغط الدم.
تستخدم الأشعة السينية في هذه العملية. إن كمية الإشعاع المستخدم آمنة. لكن هذه الكمية الآمنة نفسها يمكن أن تكون خطيرة بالنسبة للجنين. وهذا يعني أن على المرأة إخبار الطبيب بأنها حامل، أو بأن من المحتمل أن تكون حاملاً، وذلك قبل العملية. إنَّ الدواءَ المستخدم في هذه العملية يمكن أن يكونَ غير آمن أيضاً بالنسبة للجنين. وهذا يعني أنَّ على المرأة أن تتأكد من أنها غير حامل قبل العملية. وعليها أن تحرصَ قبل العملية أيضاً على إخبار الطبيب عن وجود أي احتمال لأن تكونَ حاملاً. من الممكن أن تفشلَ عملية إحصار العصب القَذالي في إزالة الألم. وفي بعض الحالات النادرة، يمكن أيضاً أن تؤدِّي إلى ازدياد الألم، وذلك إذا أصيب العصب بالضرر.
بعد العملية
يخضع المريضُ بعد العملية للمراقبة في غرفة الإنعاش مدة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة. والهدفُ من المراقبة هو التأكد من عدم حدوث مضاعفات خطيرة. وبعد انقضاء هذا الوقت، يكون المريض في حاجة إلى من يعيده إلى بيته. من الممكن أن يكونَ الألم قد زال، أو تراجع، بعد العملية مباشرة. وقد يستغرق الأمر من ثلاثة أيام إلى خمسة أيام قبل أن يبدأ مفعول المادة الستيرويدية. ومن الممكن أن يستمرَّ مفعول المواد الستيرويدية من حيث إزالة الألم من عدة أيام إلى عدة أسابيع. إذا لم تنجح الحقنةُ الأولى في إزالة الألم خلال أسبوع أو أسبوعين، فقد يكون المريض في حاجة إلى حقنة ثانية. وإذا عادت الأعراض إلى الظهور، فقد يكون المريضُ في حاجة إلى مزيد من الحقن. من الممكن أن يلاحظ المريض حدوث خدر أو تورُّم أو إحساس غريب في منطقة إجراء الحقن. على المريض أن يمتنع عن الاستحمام أو البلل الزائد خلال بقية يوم إجراء العملية. وعليه تجنب الحرارة في منطقة الحقن. ومن الممكن أن يستخدم كيساً من الجليد من أجل تخفيف التورُّم في مكان العملية. إن على المريض أن يستريح يوماً أو اثنين بعد العملية. وعليه أن يقوم بالنشاطات التي يستطيع تحملها فقط، مع الحرص على الاستراحة أكثر من المقدار المعتاد. وقد يشعر المريضُ بشيء من الألم. في حالة استخدام المادة الصباغية خلال العملية، فقد يطلب الطبيب من المريض تناول الكثير من الماء. إن هذا يساعد على إزالة المادة الصباغية من الجسم. على المريض أن يخبر الطبيب بأي ألم يشعر به خلال الأيام القليلة التي تعقب العملية. وعليه أن يمتنع عن تناول أي مسكنات للألم عن مدة لا تقل عن ست ساعات بعد العملية، وذلك من أجل معرفة مدى نجاحها. على المريض أن يراجع الطبيب فوراً إذا لاحظ ما يلي:
حمَّى.
ظهور خدر أو ضعف لم يكن موجوداً من قبل، وذلك في الساق أو الذراع.
ألم شديد في الذراع.
على المريض أن يراجعَ الطبيب فوراً إذا ظهرت لديه علامات العدوى في موقع الحقن. ومن الممكن أن تشتمل علامات العدوى في موضع العملية على ما يلي:
مفرزات.
حرارة.
احمرار.
تورُّم.
الخلاصة
يُصاب بعضُ الأشخاص بألم في الرقبة ومؤخرة الرأس. وإحصار العصب القَذالي هو القيام بحقن دواء مخدر. إن هذه العملية قادرة على مساعدة الطبيب في تشخيص مصدر الألم. وفي كثير من الحالات، يمكن أن تنجح هذه العملية في معالجة الألم أيضاً. إذا نصح الطبيبُ بإجراء عملية إحصار العصب القَذالي، فإن القرار الأخير يظل للمريض نفسه. وهذه العملية آمنة جداً. لكن هناك مخاطر ومضاعفات كثيرة محتملة. إنها مستبعدة الحدوث، لكن على المريض أن يعرفها تحسباً لحدوثها. ومن خلال معرفة المريض بهذه المخاطر والمضاعفات، فإنَّه يصبح قادراً على مساعدة الطبيب في اكتشافها في وقت مبكِّر. من الممكن أن يكونَ الألم قد زال، أو تراجع، بعد العملية مباشرة. وقد يستغرق الأمرُ من ثلاثة أيام إلى خمسة أيام قبل أن يبدأ مفعول المادة الستيرويدية. ومن الممكن أن يستمر مفعول المواد الستيرويدية من حيث إزالةُ الألم من عدة أيام إلى عدة أشهر. إذا لم تنجح الحقنةُ الأولى في إزالة الألم خلال أسبوع أو أسبوعين، فقد يكون المريض في حاجة إلى حقنة ثانية. وإذا عادت الأعراضُ إلى الظهور، فقد يكون المريض في حاجة إلى مزيد من الحقن.